فرنسا: السيطرة على حريق هائل دمر نحو 500 هكتار من الغابات في الجنوب
فرنسا: السيطرة على حريق هائل دمر نحو 500 هكتار من الغابات في الجنوب
أعلنت السلطات المحلية في مقاطعة "البيرينيه الشرقية" في جنوب فرنسا السيطرة صباح اليوم الثلاثاء، على حريق هائل اندلع مساء أمس الاثنين في بلدة "سان أندريه" جنوب المقاطعة بعد أن أتى على نحو 500 هكتار من الغابات.
وقال مدير أمن مقاطعة "البيرينيه الشرقية" إن رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد حريق الغابات الضخم الذي اندلع مساء أمس الاثنين في بلدة "سان أندريه" جنوب المقاطعة بعد أن التهم 480 هكتارا، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانين تغريدة على موقع X "تويتر سابقا" إنه تمت السيطرة على حريق "البيرينيه الشرقية"، حيث التهمت النيران 500 هكتار ودُمر مخيم، إلا أن العديد من المواطنين تم إنقاذهم وسيتم نقل نحو 800 شخص إلى أماكن أخرى .
وأعرب دارمانين عن "دعمه الكامل لرجال الإطفاء، حيث أصيب عدد منهم بجروح خطيرة"، ولا يزال أكثر من 480 من رجال الإطفاء في مكان الحريق وأيضا في البلدات المجاورة، لتجنب أي اندلاع مرة أخرى للنيران حيث كافح نحو 650 فردا طوال الليل ضد هذه الكارثة التي هددت قرى سان أندريه والبلدات المجاورة، وقد ساعد ضعف سرعة الرياح على إخماد الحريق وعدم انتشار اللهب.
ولم يسفر الحريق عن أي خسائر بشرية، ولكن أصيب 20 من رجال الإطفاء، أحدهم نقل إلى المستشفى، وتلقى 31 شخصا من المواطنين والسائحين الإسعافات الأولية إثر استنشاق الدخان.
وإجمالا تم إجلاء ثلاثة آلاف شخص وخاصة من المخيمات حيث تم إخلاء أربعة مخيمات ومجمعين سكنيين، إثر اندلاع حريق الغابات إلا أن قاطني ثلاثة من المخيمات الأربعة تمكنوا من العودة إلى أماكن إقامتهم.
وكان وزير الداخلية كتب بالأمس تغريدة على موقع "X": "شب حريق كبير للغاية في البيرينيه الشرقية.. أدعو المواطنين والسائحين إلى توخي الحذر الشديد، تم حشد تعزيزات كبيرة لإخماد الحريق من بينها 13 طائرة وثلاث مروحيات وأكثر من 500 رجل إطفاء".
وقد وصف عمدة بلدة "سان أندريه" الوضع بالكارثي، وقال: "نواجه حريقا لم نشهده من قبل، تضررت بلدتنا بشدة وهناك الكثير من الخسائر المادية".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".